ePrivacy and GPDR Cookie Consent by Cookie Consent Update cookies preferences
أطروحات
أخر الأخبار

ضمانات التحكيم التجاري دراسة مقارنة

إعداد الباحث - ابراهيم العسري-

ضمانات التحكيم التجاري -دراسة مقارنة-

 مقدمة

يعتبر التحكيم من أقدم المؤسسات التي أسند إليها مهمة حل النزاعات وتسويتها، حيث صاحب الإنسان منذ عهود قيمة، وتطور بتطور المبادلات التجارية بين الشعوب والقبائل، حتى أصبح عادة مترسخة في نفوس الناس و الوجهة الوحيدة العادلة للبت في قضاياهم وخلافاتهم، وهذا ما حدا بالفيلسوف أرسطو إلى القول “بأن أطراف
النزاع يستطيعون تفضيل التحكيم عن القضاء، ذلك لأن المحكم يرى العدالة، بينما القاضي لا يعتد إلا بالتشريع”.

وقد اهتم العرب أيضا بهذه الآلية وفي وقت مبكر لظهور مبادئ الحضارة العربية في شبه الجزيرة، وكان من الرائج أن يلجا الأفراد إلى المحكمين، مثل شيوخ القبائل، أو الكهنة في كل نزاع نشب بينهما، مما جعل التحكيم يكتب في هذه الظرفية مكانة خاصة نتيجة الممارسة المتكررة والعرف المحلي، حيث كان الحل الوحيد لوقف وإنهاء العديد من الحروب على غرار حرب داحس والغبراء التي دامت أكثر من أربعين سنة، وذلك بالرغم من بساطة الإجراءات التي كان يتم بها التحكيم في هذه العصور.

إلى أن جاء الإسلام حيث باركت شريعتنا الغراء نظام التحكيم لأهميته و حاجة الناس إليه، فشرع الله سبحانه وتعالى التحكيم في النزاعات الزوجية، حيث يقول عز وجل :{وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلحا يوفق الله بينهما، إن الله كان عليها خبيرا}.

و في السنة النبوية ما روي أن ابن شرح قال: “يا رسول الله، إن قومی إذا اختلفوا في شيء، فأتوني فحكمت بينهم فرضي علي الفريقان، فقال الرسول:ما أحسن هذا”.

كما يروى أن الصحابة رضوان الله عليهم لجؤوا إلى التحكيم واعتمدوه في عدة مجالات من حياتهم، و حتى في أمور الخلافة، ولا أدل على ذلك احتكام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان لإنهاء الاقتتال بينهما في واقعة صفين.

وإذا كان التحكيم وسيلة اختيارية يلجأ إليها الأفراد بمحض إرادتهم لفض نزاعاتهم،قد نشأ وترعرع في جميع الحضارات والمجتمعات، فإن هذه الآلية الناجعة قد تطورت بشكل كبير و أصبحت لها أهميتها البالغة في وقتنا الحاضر الذي شهد – ويشهد – العديد من التحولات العميقة، والمعطيات الجديدة، بفعل ازدهار العلاقات التجارية الدولية واتساع مجالاتها نتيجة التطور الصناعي والاقتصادي و التكنولوجي الذي عرفته العديد من دول العالم و بروز حتمية الانفتاح والعولمة.

وما صاحب ذلك من سهولة المواصلات، وانتقل رؤوس الأموال، هذا بالإضافة إلى تسابق الدول لاسيما دول العالم الثالث – نحو استقطاب الاستثمارات الأجنبية، باعتبارها من أبرز الخيارات الاستراتيجية المرتبطة بالتنمية الشمولية.

ضمانات التحكيم التجاري -دراسة مقارنة-

تحميل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى