أطروحة الزواج المختلط وتأثيره على حالة الزوجين -دراسة مقارتة-
مقدمة
الزوجية سنة من سنن الله في الخلق والتكوين، وهي عامة مطردة لا يشذ عنها عالم الانسان ولا عالم الحيوان ولا عالم النبات لقوله تعالى: ( وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )
وأيضا قوله عز وجل “سُبْحَٰنَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْأَزْوَٰجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنۢبِتُ ٱلْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ“.
وهي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة بعد أن أعد الله كل زوجين وهيأهما بحيث يقوم كل منهما بدور إيجابي في تحقيق هذه الغاية لقوله تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “.
وقوله عز وجل “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”
ولم يشأ الله أن يجعل الانسان كغيره من العوالم فيدع غرائزه تنطلق دون وعي ويترك اتصال الذكر والأنتي فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم لسيادته الذي يحفظ شرفه وكرامته کونه خليفة الله في الأرض.
فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالا كريما مبنيا على رضاهما إيجابا وقبولا کمظهرين لهذا الرضا، وعلى إشهاد على أن كلا منهما قد للآخر، وبهذا وضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة.
فمن آيات الله الكبرى ونعمة العظمى أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة، وعلى كلمة الله تعالى وشرعه تقوم الأسرة بالمينال الغليظ الذي روضية الله لعباده المومنين.
فالأسرة المثالية في الأصل هي ثمرة الزواج القائم على أساس المودة والرحمة والتعاون بين الزوجين في ظل الاحترام المتبادل والمحافظة على حقوق العائلة بمختلف صورها.
ويمتد تاريخ الزواج بين البشر إلى عهد آدم وحواء حيث مثلا أول لبنة زواج شرعي في تاريخ البشرية, ثم بعد ذلك تطور مفهومه من حيث الطقوس والوسائل والأهداف عبر تاريخ المجتمعات الانسانية التي كانت عبارة عن تجمعات أو قبائل تعيش حالات صراع دائم فيما بينها من جهة ومع الطبيعة من جهة أخرى، مما فرض شكل الزواج ضمن الجماعة أو القبيلة الواحدة.
وإذا كان هناك زواج خارج القبيلة، فإنه كان امتدادا لحملات الغزو والنهب التي كانت مهمة تلك المجتمعات في علاقتها لحين ظهور الديانات الوثنية ولاحقا السماوية كي تنظم العلاقة بين تلك الجماعات من جهة وبين أفراد الجماعة الواحدة من جهة أخرى، ومنها علاقات الزواج وهذا يفسر وفرة الطقوس الدينية التي تصاحب الزواج كجزء من التقليد قبل التسجيل في الدوائر الحكومية.
ويعرف الزواج في الفقه الاسلامي بأنه :” عقد يفيد ملك المتعة قصدا” أو هو: ” عقد يفيد حل العشرة بين الرجل والمرأة بما يحقق ما يقتضيه الطبع الانساني وتعاونها مدي الحياة ويحدد ما لكليهما من حقوق وما عليه من واجبات“، أي يراد به حلى استمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع ويجعل لكل منهما حقوقا وواجبات على الآخر لتحقيق أهداف وحكم متنوعة تعود بالخير على الفرد والمجتمع والنوع الانسانية…..
أطروحة الزواج المختلط وتأثيره على حالة الزوجين