عزاءات الفلسفة كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة
مقتطف من الكتاب
تسلم جاك-لوي دافيد تفويضه في ربيع عام 1786 من شارل۔ میشیل ترودین دو لا سابلييه، وهو عضو ثري في البرلمان وباحث موهوب في الشؤون اليونانية. كانت الشروط سخية، 6000 ليفر مقدما، و3000 ليفر أخرى عند التسليم” (كان لويس السادس عشر قد دفع 6000 ليفر فقط من أجل اللوحة الأكبر حجما: قم ندما عرضت اللوحة في الصالون عام 1787، سری مباشرة تأكيدا أنها أفضل لوحة صورت النهاية السقراطية. واعتبرها سیر جوشوا رینولدز «الجهد الفني الأروع والأكثر إتقانا منذ لوحتى كابيلا سستينا والستانزالرافائيل. وكانت اللوحة ستشرف أثينا في عصر بیرکلیسا”.
اشتريت خمس بطاقات بريدية من لوحة دافيد في متجر الهدايا الملحق بالمتحف، لأقوم لاحقا، وأنا أحلق فوق حقول نيوفاوندلاند المتجمدة (التي تتحول إلى أخضر براق تحت ضوء البدر في سماء صافية)، بتأملها وأنا أتسلی بلقيمات من وجبة مسائية باهتة كانت قد تركتها المضيفة على الطاولة أمامي أثناء غفوة عابرة.
کشاهد صامت على جور الدولة، يجلس أفلاطون عند نهاية السرير، وثمة قلم ولفافة ورق بجانبه. كان في التاسعة والعشرين عند وفاة سقراط، ولكن دافيد حوله إلى عجوز وقور أشيب. نرى في الممر زوجة سقراط، زنتیب، يرافقها الحراس إلى خارج الزنزانة. سبعة أصدقاء في حالات متنوعة من التفجع. رفيق سقراط المقرب، کریتون، الجالس بقربه، يحدق في المعلم بإخلاص وقلق. ولكن الفيلسوف، منتصب الجسد بجذع ممشوق وعضلات بارزة، لا يظهر خوفا أو ندما. إذ إن الهام عدد كبير من الأثينيين له بكون أحمق، لم يهز معتقداته.
كان دافيد قد خطط لرسم سقراط أثناء تجرعه السم، ولكن اقترح الشاعر أندريه شينييه أن جرعة أكبر من التوتر الدرامي ستنتج لو تم تصوير الفيلسوف وقد انتهى من طرح نقطة فلسفية في اللحظة ذاتها التي يمد فيها يده بهدوء إلى السم الذي سينهي حياته، حيث ستمثل تلك اللحظة خضوعه لقوانين أثينا وولاءه لمبدئه في آن.
إننا نشهد اللحظات التثقيفية الأخيرة لكائن متسام. ولعل السبب الذي جعل البطاقة تمشني بهذه القوة يعود إلى أن السلوك الذي صوره كان متناقضا بحدة مع سلوكي. في الأحاديث،كانت أولويتي هي أن أحب، لا أن أجهر بالحقيقة. وقد قادتني الرغبة بالإسعاد إلى الضحك على نكت باهتة مثل والد في الليلة…
كتاب عزاءات الفلسفة.