مفهوم الاشهار الإلكتروني
مقدمة
تعتمد المشروعات التجارية والتكتلات الاقتصادية على عدة آليات تقنية ومؤسساتية، من أجل ربط الاتصال بالمستهلك، باعتباره المستهدف النهائي من العملية الاستهلاكية، ومن قبيل هذه الآليات نجد وسائل الدعاية والإشهار، التي لم تكن بالشكل المتقدم الحالي، وإنما عرفت عدة تطورات، حتى أصبحنا اليوم أمام إشهار إلكتروني متخصص ودقيق، دي أبعاد ثقافية واجتماعية وأيضا اقتصادية.
ونتيجة للتطور التكنولوجي المتلاحق، والتقدم العلمي المتواصل، والتطور الاقتصادي المتسارع ،أصبحت المشروعات الاقتصادية تحقق أرباحا مهمة، بفضل ذيوع معروضاتها، التي لم تكن لتصل إلى ما هي عليه في الظرفية الراهنة، لولا استعانتها بالاليات الإشهارية الإلكترونية، التي حورت العالم في شكل قرية صغيرة، مما مكنها من غزو كافة الأسواق الاستهلاكية، التي لم يكن لها الوصول إليها في ظل المعاملات الإشهارية التقليدية.
وبذلك أصبحت هذه المشروعات تنيح في ظل هذا الفلك المتواصل من التقدم العلمي، ما لا يعد من العروض الاستهلاكية، التي أضحت ذات طبيعة قانونية متباينة، ومظاهر تفنية متشعبة، الأمر الذي قد يختلط عل المستهلك البسيط ذي القدرات المحدودة، والمفتقد لثقافة استهلاكية أو دراية بالمجال المعلوماتي للقدرة على التمييز بين الطبيعة القانونية لكافة المعروضات المتاحة له إلكترونيا،
بين ما إذا كانت تعد إيجابا أو دعوة لكل المقالات للتعاقد، أو مجرد إشهار، خاصة وأن التطور التكنولوجي جعل الحدود الفاصلة بين كافة هذه المسميات شبه منعدمة في أغلب الأحوال، الأمر الذي يقتضي تكريس معايير نميز بين الإشهار كمحور لدراستنا عن غيره مما قد يشتبه به.
ولكن ما هو معيار التمييز التي يمكن اعتماده في هذا الإطار ؟ وهل وصف الإشهار بالإلكتروني يقيد التغيير في ماهيته؟ وما هي الآليات المعتمدة في وصف الإشهار هذه الصفة؟
إن الجواب على هذا التساؤل يفرض علينا بداية تعريف الإشهار في محور أول، ثم تحديد معاییر التميز بينه وبين الإيجاب الموجه بشكل إلكتروني في محور ثان.
المحور الأول : تعريف الإشهار الإلكتروني
الاشهار أو الإعلان لغة من علن الامر يعلن علونا ويعلن علنا وعلانية، أي المجاهرة والشيوع والظهور، ويقال يا رجل استعلن أي أظهر وهو خلاف السرية…..
مفهوم الاشهار الإلكتروني
