ePrivacy and GPDR Cookie Consent by Cookie Consent Update cookies preferences
مجلات الكترونية
أخر الأخبار

مستقبل المسؤولية المدنية

مستقبل المسؤولية المدنية

توطئة:

تشهد المسؤولية المدنية تحولات عميقة على جميع المستويات، فمنذ الثورة الصناعية ظهر عجز “الخطأ” في أن يكون اساسا وحيدا للمسؤولية، فتارجع دوره لصالح أسس على غرار الخطر والضمان، ولا يزال تراجعه قائما الي يومنا الحاضر، لاسيما بعد تنوع الاضرار حتى قيل أن المسؤولية انتقلت في القرن العشرين من “دين التعويض” الى”حق التعويض”، وهو ما يطرح بشكل جدي ضرورة اصلاح العناصر الكلاسيكية للمسؤولية المدنية، فقد اصبح مستقبلها متوقفا على مدى استجابتها للتعويض لاسيما بعد تمدد الاضرار وتنامي المخاطر الكثيرة، الى درجة ان اصبح الامر لا يتعلق بتعويض الاضرار فحسب، ولكن بتوقع ظهورها ايضا.

لقد كان لبروز التفاوت الكبير بين افراد المجتمع من عمال وارباب عمل، ومحترفين ومستهلكين…….، أثره البليغ عل قواعد المسؤولية، فقد افرز ما يسمى بالمسؤولية المهنية، مع ما تحمله من التزامات قاونبة كالالتزام بالسلامة والالتزام بالننصيحة، وخضوع بعضها للاتفاقيات الدولية، وميل التشريعات الحديثة الى المسؤولية القانونية الموحدة كمسؤولية المنتج، الامر الذي أظهر عدم مواكبة التشريعات العامة لهذا التطور، فوقع التساؤل عن مصير التميز بين المسؤولية التقصيرية والمسؤولية العقدية، وعن مصير التميز بين الالتزام ببذل عناية والالتزام بتحقيق نتيجة، بل وعن مصير العلاقات بين الشريعة العامة والتشريعات الخاصة.

فإذا كان مطلع القرن العشرين قد شهذ بروز نظام التأمين على المسؤولية بعد تزايد الاضرار،باعتباره شكلا من أشكال” جماعية المسؤولية”، الشيء الذي سمح بضمان الاثار المالية للمسؤولية بمقتتضى” تعاونية المخاطر”، فإن ذلك لم يكن كافيا لمواجهة ظاهرة الاضرار الجسمانية، كونه يتطلب الاعلان المسبق عن مسؤولية المؤمن له، وهو ما جعل التشريعات الحديثة تتجه الى انظمة التعويض باعتبارها تعويضا مباشرا دون الحاجة الي البحث عن المسؤول، بما يمكن ادراجه في خانة “اجتماعية المخاطر”، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للمشؤولية المدنية ذاتها، اظافة الى التقدم التكنولوجي الهائل الذي تعرفه البشرية، أو بما يعرف ب “الرقمنة” التي غزت كل المجالات  وطرحت اشكالية مستقبل” المسؤولية التقليدية” في مواجهة ما يسمى “بالمسؤولية الالكترونية”، واشكالية المسؤولية عن الذكاء الاصطناعي.

وإذا كانت هذه الرقرمنة من لبرز المستجدات الحديثة على المستوى التكنولوجي، فإن ظاهرة الحقوق الاساسية هي ابرز المستجدت على المستوى الفلسفي الانساني. فكيف سيكون تأثير كل ذلك على قواعد المسؤولية في ظل الاتجاه نحو طابع الحقوق الاساسية هي أبرز المستجدات على المستوى الفلسفي الانساني. فكيف سيكون تاثير كل ذلك على قواعد المسؤولية في ظل الاتجاه نحو إضفاء طابع الحقوق الاساسية على فروع القانون الخاص؟ وأي مستقبل لها؟

تحميل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى