احاديث في ما جرى مذكرات عبد الرحمان اليوسفي

احاديث في ما جرى مذكرات عبد الرحمان اليوسفي شذرات من سيرته كما رواها لبودرقة-رحمة الله عليه-

تقديم

محاولاتي مع بوح عبد الرحمان اليوسفي
-امبارك بودرقة(عباس)

عندما قررت في سنة 2016، نشر ” رسالة باريس” للمرحوم محمد باهي حرمة، وشرعت مع صديقي احمد شوقي بنيوب في تجميع موادها من أرشيف صحافتنا ووثائقنا، برزت لنا مواد اخرى ذات أهمية، كانت بدورها تتطلع للنشر، وتتمثل في مداخلات في الثقافة السياسيىة والذاكرة النضالية للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي.

أحيت في هذه العملية الامل في تحقيق حكلم راودني لفترة طويلة مع السي عبد الرحمان، تقريبا طيلة ما يقارب عقدين من الزمن.حلم موصول باقتناع، كون الرجل قال وكتب ما يكفي بل كان يسهر شخصيا على تحرير مداخلاته ويحرص على انتقاء دقيق للكلمات، وصياغة الرسائل التي كا متفوقا في اعدادها وبعثها الى اطراف الدولة والمجتمع، فضلا عن العديد من الناس والرفاق والاصداق الخلص ظلوا يطالبونه بنشر ما تراكم لديه من كتابات.

بادرت إذن الى تجميع ما في المتناول وأخدت على عاتقي مهمة إصادر هذه المثون، من التاريخ السياسي الفكري لهذا الوطن، وذلك حتى يتمكن المؤرخ والباحث من الرجوع اليها، باعتبارها نتاج أحد الشهود الكبار حول مرحلة طويلة بصمت التاريخ المغربي الراهن.

ويرجع اقتناعي بهذا القرار الى سنوات خلت، حيث انني التقيت السي عبد الرحمان اليوسفي، كان يثير قضايا وأحداث عاشها في الماضي، ويسردها بدقة الى حد أنني كنت أتلقاها وكلي خوف على ضياعها. كانت ذاكرته خزانا متدفقا لتفاصيل ما جرى.

وكثيرا ما حاولت إقناعه بتدوين سيرته، خصوصا ادواره ومواقفه في الحركة الوطنية، وفي المقاومة وجيش التحرير وفي ما شهدته بلادنا من احداث جسام بعد استقلالها. وكان يقابل الحاحي بصمت، أو بابتسامته العريضة التي لا تفارقه، الحاملة لكل المعاني و التأويلات التي يمكن أن تتبادر الى الذهن.

عندما كثر إلحاحي على ضرورة الكتابة والتدوين على الاقل ولو دون نشر في الوقت الراهن، أسر الى أن العديد من أصدقائه ومن الصحافين عرضوات عليه هذا المشروع، لكنه بقي مصرا على تقدييييره للأمور ،هكذا.

خاطبته ذات مرة “لقد قررت أن أذكرك، كلما ألقيت عليك تحية السلام، بضرورة التدوين”، فأجابني:”وأنا على استعداد لأن اقول لك،وعلكيم السلام”
احاديث في ما جرى مذكرات عبد الرحمان اليوسفي…..

تحميل الكتاب